التشكيلات العسكرية ليست بديلاً عن الفصائل

قيادي فتحاوي لـ"خبر": ثلاث ركائز وطنية لمواجهة صعود اليمين الإسرائيلي

صعود اليمين الإسرائيلي
حجم الخط

رام الله - خاص وكالة خبر - مي أبو حسنين

أكّد الكاتب السياسي والقيادي في حركة فتح، بكر أبو بكر، على أنَّ مواجهة الاحتلال "الإسرائيلي" الذي يُمسك اليمين المتطرف بزمام الحكم فيه، لابّد أنّ يقوم على ثلاثة ركائز رئيسية، وهي أولاً: "وجود برنامج مشترك؛ بمعنى من الممنوع على الشمال والجنوب الفلسطيني، أنّ يكون له رأي منفصل عن أيّ عمل يقوم به؛ لأنّه لا يجوز أنّ يكون رأي أحدهم المقاومة المسلحة والآخر المقاومة الشعبية؛ وبالتالي الأصل وجود برنامج مشترك".

وأضاف أبو بكر في  حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "الركيزة الثانية هي الاتفاق على الآليات والمسار الوطني؛ لمواجهة الاحتلال وفقاً لما تم الاتفاق عليه في العام 2019 من الطرفين في الشمال والجنوب أيّ السلطة الرسمية والسلطة المنتزعة".

وتابع: "الركيزة الثالثة هي أنّه "لا بديل عن جلوس طرفي الانقسام معًا سواء في الضفة أو غزّة، وكفى جلوساً في كافة عواصم العالم في ظل المخاطر المحدقة بالقضية مع صعود اليمين لسدة الحكم في دولة الاحتلال، رغم أنّ الأحزاب الإسرائيلية لا تختلف في سياسياتها مع الفلسطينيين".

وبالحديث عن المخاطر التي تُهدد مستقبل السلطة في ضوء التحذير من إحلال "الإدارة المدنية" التابعة للاحتلال كبديل عنها، قال أبو بكر: "إنًَّ الإدارة العسكرية التابعة للاحتلال، تتحكم في الضفة وغزّة، فيما يتعلق بحركة الأفراد والبضائع، وكلا الطرفين السلطة في الضفة والحكومة بغزة يتعاملان معها وهذا أمر خطير، لأنَّ السلطة الشرعية كانت تتعامل مع الإدارة العسكرية ضمن اتفاق أوسلو، وتم إلغائه في العام 2000؛ وبالتالي كان يجب التفكير بشكل آخر مع الاحتلال، بينما غزة تتعامل معها عن طريق وسيط؛ وبالتالي نفس المعنى".

وحذّر أبو بكر، من التعامل  مع" الإدارة العسكرية الاحتلالية"؛ لأنّها تُرسخ التعامل مع الوطن بمنطق الجزئين، والأمر الذي يعني الإقرار بوجود الانقسام الجغرافي والنفسي؛ لأنّه لابّد أنّ يتم التعامل بأنَّ الاعتداء على غزّة يعني الاعتداء على الضفة والعكس صحيح.

وأوضح أنَّ عدم التناغم في القيادة بين غزّة والضفة يُعد من أبرز المشاكل الراهنة، مُردفاً: "لابّد من وجود وحدة في البرامج والمسار؛ لأنّنا أبناء شعب وقيادة واحدة؛ وما يجري حالياً يُسهل مهمة الاحتلال سواء الأحزاب العلمانية أو الدينية،في تعزيز فصل غزّة والاستفراد بالضفة لإقامة دولة المستوطنين هناك".

أما عن بديل الوحدة في ظل تعطيلها من أطراف الانقسام، بيّن أبو بكر، أنّه لابديل عن الوحدة إلا بالمزيد من الحوار الوطني، خاصةً أنَّ الاعتداءات الاحتلالية مُرشحة للتفاقم في المرحلة المقبلة، الأمر الذي يؤكد الحاجة لقيادة موحدة لشعبنا الفلسطيني.

وشدّد على أهمية المحاولات الميدانية؛ لتجاوز الانقسام الذي جسدته مجموعة "عرين الأسود" وغيرها من المجموعات، وكذلك المحاولات المجتمعية في قضايا مجتمعية لمواجهة الاحتلال وتجاوزات السلطات الحاكمة في الضفة وغزّة، مُبيّناً في ذات الوقت أنّها لم تصل لمرحلة البديل عن الفصائل القائمة، لأنّها تفتقر إلى القيادة الموحدة والخبرة.

وختم أبو بكر حديثه، بالقول: "يجب أنّ لا تتغنى الفصائل الفلسطينية، بهذه التشكيلات الميدانية والمجتمعية بتركها لمصيرها في مواجهة الاحتلال؛ لأنّه يُكرس فكرة الاستغلال للمقاومة بشكلها المسلح أو السلمي؛ خاصةً أنَّ هذه التشكيلات أسقطت الفكر الغير وحدوي الموجود لدى بعض قيادات الفصائل الفلسطينية".