يحتفل المسيحيون في كل عام بعيد الميلاد المجيد، في كنيسة دير اللاتين بحي الدرج الأثري شرق مدينة غزّة، حيث يؤدون طقوسهم عوضاً عن المشاركة في قداس منتصف الليل في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة.
بدوره، قال راعي الطائفة الكاثوليكية في غزّة، الأب جبرائيل رومانيلي: "إنَّ هذا العيد مثل كافة الأعياد المسيحية لتجديد الإيمان، وهو غير مغلق بل لخدمة الرب والمجتمع"، مُضيفاً: "نحن في هذه الليلة صلينا من أجل كل سكان قطاع غزة وفلسطين حتى يعم السلام بشكل كامل".
وتابع الأب رومانيلي، في حديثه لمراسل وكالة "خبر": "إنَّ السلام الكامل يتطلب العدالة، والشعب الفلسطيني يستطيع أنّ يفرح بالحرية والسلام وكل ما يفرح به شعوب العالم"، مُردفاً: "نتطلع ونحن نثق بالرب بأنَّ شعبنا سيفرح كبقية الشعوب".
وأكمل: "المسيحيون ليسو جالية بل فلسطينيين من غزّة وأولهم يسوع ومريم، لذلك هذه الكنيسة اسمها كنيسة العائلة المقدسة"، مُستدركاً: "المسيحي عليه نفس الالتزامات المترتبة على المسلم من شعور وانتماء".
وأردف الأب رومانيلي: "علينا نحن أيضاً ليس بالصلاة فقط بل بالعمل من أجل خدمة المجتمع حتى يحل السلام في قطاع غزة وخارجه".
وبالحديث عن القيود الإسرائيلية، قال الأب رومانيلي: "حصلنا على تصاريح تُقدر بحوالي 600 تصريح للاحتفال في عيد الميلاد المجيد بمدينة بيت لحم، لكِن ليس بالعدد المطلوب في ظل رغبة الجميع بحضور الاحتفالات ببيت لحم وزيارة أهاليهم، لأنّ المسيحيين كأي عائلة فلسطينية مقسمة بين غزة والقدس والضفة، وهو ما يسبب بعض الصعوبات خاصةً لفئة الشباب".
ويُضيق الاحتلال الإسرائيلي كعادته الخناق على الفلسطينيين ويحد من تحركاتهم لأداء الصلاة في المساجد والكنائس، فكل ما يعنيه محاربة التوافق والوجود الفلسطيني، ورغم اختلاف العقائد وتعدد الأديان إلا أنَّ ما يجمع الفلسطينيين أكثر مما يفرقهم، فهكذا ربت الأم فلسطين أبنائها.