أرجع المتحدث باسم شركة توزيع الكهرباء في قطاع غزّة، محمد ثابت، زيادة ساعات قطع التيار الكهربائي، إلى سرعة الرياح وتطرف المناخ أثناء المنخفض العميق الذي يضرب القطاع؛ الأمر الذي تسبب في تعطل مجموعة من الخطوط والمغذيات الإسرائيلية التي يتغذي منها القطاع، مثل خطوط محافظة خانيونس، خاصةً الخطين f8 ،f1 وكذلك الخط المغذي لمحافظة الوسطي f7، وخط بغداد المغذي لمحافظة غزّة، وثلاثة خطوط لمحافظة الشمال من بينها خط البحر وخط بيت لاهيا، وخط جباليا.
عجز الكهرباء.. زيادة طلب مع نقص الكميات المتوفرة
وقال ثابت، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "إنَّ هذه خطوط الكهرباء سابقة الذكر، تعرضت لأعطال متعددة خلال اليومين السابقين بسبب سرعة الرياح، وزيادة الأحمال من داخل الخط الأخضر، ما أدى إلى تقلص كميات الكهرباء الواصلة إلى شركة التوزيع.
وأضاف: "لكِن في ذات الوقت، وصل الطلب في غزّة على الطاقة إلى مستويات قياسية تُقدر بـ673 ميجا وات، واقتربت من حاجز الـ600 ميجا وات ليلة أمس، مما أثر بشكلٍ مباشر على جدول توزيع الكهرباء، وتسبب في تقليص ساعات الوصل بسبب العجز الكبير في كميات الكهرباء نتيجة الأعطال في الخطوط المغذية".
وأكّد على تفهم شركة الكهرباء حاجة المواطنين إلى التيار الكهربائي في ظل الذروة المسائية للمنخفض الجوي، مُستدركاً: "لكِن لم تكن هناك كميات كهرباء تُلبى الطلب على الطاقة، إضافةً إلى سيل من التعطلات في الشبكات وبلاغات من المواطنين لإصلاحها".
وبالحديث عن إمكانية انتظام جدول الكهرباء مع انحسار المنخفض، قال ثابت: "نستطيع العودة تدريجياً إلى جدول ما قبل المنخفض الجوي، لكِن الأمر مرهون بالحالة الجوية وحالة المغذيات لغزّة بالكهرباء، أيّ في حال كانت سليمة وحالة الطقس ليست متطرفة، نستطيع القول إنَّ الجدول سيكون مُريحاً".
وخلص إلى أنَّ تزامن الحالة الجوية الصعبة مع ارتفاع الطلب على كميات الكهرباء وتقطع الخطوط سيؤثر بشكل مباشر على جدول توزيع الكهرباء في قطاع غزّة.
وأهاب ثابت، بالمواطنين الإدارة الحكيمة لحصص وكميات الكهرباء الواصلة لهم، باستخدامها بعقلانية، بالإضافة إلى عدم تشغيل الأجهزة بشكل متزامن، وإنما تشغيلها بشكل متتالي حتى يتم تخفيض الأحمال على المنطقة التي يقطنون فيها.
غزّة.. تركيب 30 ألف عداد ذكي حتى اللحظة
وعلى صعيد موازٍ، أوضح ثابت، أنَّ عملية تركيب العدادات الذكية للمنازل في غزّة لا رجعة عنها؛ باعتبارها توجه وطني وليس توجه شركة الكهرباء، لافتاً إلى أنّها تأتي ضمن أحد الحلول لمعالجة أزمة الكهرباء، والتوجه لإدارة مثلي لكميات الكهرباء الواردة لقطاع غزّة، وكذلك جزء من التحكم في الشبكة عن بعد، ولمعالجة الفاقد الكهربائي الذي وصل إلى 30%، ومعالجة التلاعب في العدادات وشبكات الكهرباء.
وأشار إلى إجراءات وأدوات تقوم بها شركة الكهرباء للحد من السرقات ومكافحتها بشكلٍ كامل، مُبيّناً أنَّ العدادات الذكية يُمكن التحكم بها وشحنها عن بعد في أوقات الطوارئ، فالمواطن الذي لديه فائض من الطاقة الشمسية يستطيع ضخها في شبكات الكهرباء وبالتالي الاستفادة من فائض الطاقة الشمسية لديه.
العداد الذكي.. تواصل مع الجهات الحكومية بشأن أصحاب الدخل المحدود
وكشف أنَّ شركة الكهرباء تطمح خلال الثلاث سنوات القادمة لاستبدال العدادات التقليدية بالذكية، مُنوهاً إلى أنَّ العدادات الذكية تدفع المواطنين باتجاه ترشيد الاستهلاك، وتحرير كمية من الكهرباء المهدرة بحيث يمكن استغلالها في دعم جدول توزيع الكهرباء وتوفيرها للمواطنين.
وأوضح أنَّ شركة الكهرباء في غزّة، قامت بتركيب 30 ألف عداد ذكي حتى اللحظة، وبطور تركيب 60 ألف آخرين خلال الأشهر القريبة، مُردفاً: "وبالتالي فالخطة مدروسة ومتدحرجة لتركيب العدادات".
ولفت إلى أنَّ العدادات ثمنها مرتفع وتتكبد الشركة أموال طائلة لشرائها وتركيبها، مُضيفاً: "الديون المتراكمة على بعض المشتركين لن تكون عائقاً أمام تركيب العداد الذكي، حيث سيتم إضافة مبلغ بسبط على حسابه، مُشيراً إلى توفير الشركة برامج لسداد الديون بما يُراعي الظروف المادية للمواطنين من أجل تسوية أوضاعهم مع الشركة.
وأردف: "سعر الكيلو وات نصف شيقل، ولم يتغير منذ تأسيس شركة الكهرباء عام 1998، رغم ارتفاع أسعار الوقود عالمياً، وارتفاع الأسعار في الضفة وغزّة"، لافتاً إلى أنّه يتم شراء الوقود من الاحتلال الذي بدوره رفع سعر الكهرباء، وهو ما كان سينعكس على غزّة بصورة أو بأخرى.
أما عن موقف الشركة من أصحاب الدخل المحدود الذين لديهم عجز في تركيب العداد الذكي، قال ثابت: "إنَّه يتم التواصل مع الجهات الحكومية باتجاه عمل برنامج مخصوص لمراعاة هذه الحالات وهو قيد الدراسة".