مراقبون لـ"خبر": تصريحات المستوى العسكري في فتح أعادت للحركة هيبتها وأكدت جاهزيته لأي مواجهة قادمة

10409609_759103070823125_6483673496678650505_n
حجم الخط

صرح القيادي في كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح أبو أحمد، عبر فيديو تم تداوله من خلال وسائل الإعلام أن حركته وكتائب الأقصى لم تسقط البندقية في إشارة واضحة لتبنيها نهج المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي .

قال المحلل السياسي حسن عبدو خلال حديثه لـ "وكالة خبر"، إن حركة فتح تنقسم إلى تيارين الأول ينتهج خيار التسوية السياسية مع إسرائيل والمفاوضات إلى جانب نبذ العنف والمقاومة الفلسطينية وإطلاق الصواريخ، وآخر ظهر مع بداية الانتفاضة الفلسطينية الثانية عُرف باسم "كتائب شهداء الأقصى" حاملاً في جعبته شعار البندقية الحريصة في الدفاع عن أبناء الشعب الفلسطيني من انتهاكات الاحتلال المستمرة.

وأوضح المحلل السياسي طلال عوكل، أن حركة فتح في مؤتمرها السادس أكدت على أنها لم تسقط الكفاح المسلح والمقاومة، على الرغم من تبني الرئيس عباس مشروع المفاوضات والسلام والذي يعتبر له الأولوية  لدى حركة فتح في هذه الآونة، مشيراً إلى أن تيار المفاوضات لا يستطيع أن يفرض رؤيته على حركة فتح بالكامل.

واعتبر المحلل السياسي أشرف الغليظ أن حركة فتح منذ بداية نشأتها نضالية وصانعة مشروع المقاومة ومن أكثر التنظيمات الفلسطينية عقلانية في اتخاذها للقرار.

وأضاف عبدو أن كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح كانت وما زالت تسير على نهج المقاومة الفلسطينية في الدفاع عن الأرض والمقدسات في الضفة الغربية وقطاع غزة، لافتاً إلى أنها لم تتخلى عن هذا النهج النضالي والبطولي على مدار السنين.

وتابع عوكل، أن اختلاف التصريحات بين المستويين السياسي والعسكري يأتي في إطار التعبير عن طبيعة المرحلة التي تعيشها حركة فتح، مشيراً إلى أن هذه التصريحات تقف أمام تناقض وعدم انسجام في بعض الأحيان.

وأوضح الغليظ، أن هناك فرق بين القيادة السياسية والعسكرية  كون القيادة السياسية تنظر بمفهوم عقلاني خلافاً للقيادة العسكرية التي تنظر بمفهوم فدائي مقاوم، منوهاً إلى ضرورة وجود تنسيق متكامل بين القيادتين.

ووصف عبدو الرسائل التي أطلقها قائد كتائب الأقصى للأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي ليست إلا شعارات شبيهة بالفصائل الفلسطينية الأخرى التي تتبنى عمليات خطف جنود وأعمال المقاومة المختلفة.

وشكك عبدو أن يكون في جعبة كتائب الأقصى جنود اسرائيليين مختطفين خاصة في الضفة الغربية التي تشهد خناق وملاحقة للمقاومة الفلسطينية، مشيراً إلى أن الأيام القادمة تحمل المفاجئات من إمكانية وجود جنود إسرائيليين مختطفين  بقبضة شهداء الأقصى.

واستبعد عوكل أن يكون لدى كتائب الأقصى مفاجئات للأسرى، ولكن تأتي هذه التصريحات كرسائل والتزامات تسعى حركة فتح لتحقيقها على مدار تاريخها النضالي، إضافة إلى بث حالة من التفاؤل والأمل للأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي مفادها أن باب السجن لن يبقى مغلقاً إلى الأبد.

ولفت الغليظ إلى أنه لا يمكن لأحد أن يحدد العمق الاستراتيجي لحركة فتح والقيادة العسكرية لمختلف الفصائل الفلسطينية مضيفاً، أن مختلف الأذرع العسكرية غير معنية بالإفصاح عما تمتلكه من عتاد وذخيرة عسكرية، متمنياً أن يكون لدى حركة فتح ما تملكه لتحرير الأسرى .

وأعرب عبدو، عن عدم تفاجئه من جاهزية كتائب الأقصى لحرب جديدة مع الاحتلال الاسرائيلي كون حركة فتح وذراعها العسكري مقاوم ومناضل منذ نشأته ومفجرة للثورة الفلسطينية وأول من حمل السلاح في وجه الاحتلال، ما يعطي دلالة واضحة بوجود انسجام مع رؤية الشعب الفلسطيني في تحقيق نضاله.

ولفت عوكل إلى أن تصريحات قائد شهداء الأقصى ليست مؤشراً على احتمالية  اندلاع مواجهة جديدة مع الاحتلال، ولكن جاءت لتؤكد على أن حركة فتح في الميدان وعلى استعداد تام لأي مواجهة قادمة مع الاحتلال إلى جانب المقاومة الفلسطينية في الدفاع عن قضيتها.

وتابع عبدو، أن كتائب الأقصى مهيأة وعلى استعداد لمواجهة جديدة مع الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة، خاصة وأن شريحة كبيرة من المقاومين والمناضلين هم من أبناء حركة فتح، مشيراً إلى أن المقاومة الفلسطينية هي فكرة موجودة لدى حركة فتح وقد أثبتت جاهزيتها في الحروب الثلاثة السابقة.

واعتقد عوكل أن هذه التصريحات لا تروق للاحتلال ولكن يحاول أن يستخدمها كذريعة للتحريض على السلطة الفلسطينية، لافتاً إلى أن حركة فتح قوية في الضفة الغربية وقطاع غزة في الوقت التي تتخذ قراراً موحداً وفق سياسة معينة .

وتابع الغليظ، أن حركة فتح لها نشاطها العسكري والمؤثر على الساحة الفلسطينية ولا يمكن لأحد أن ينكر دورها بالرغم من وجود بعض المقايضات بين النخبة السياسة والعسكرية في حركة فتح، لافتاً إلى ضرورة توحيد الأطر العسكرية لحركة فتح في إطار واحد  حتي يكون لديها هدف ورأي وقوة موحدة.