البرغوثي يدعو لتوسيع أنشطة المقاومة الشعبية بالضفة وتطويرها

مصطفى البرغوثي.jpg
حجم الخط

طالب الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية النائب مصطفى البرغوثي بضرورة قيام كل القوى الفلسطينية السياسية والمدنية بواجبها في توسيع أنشطة المقاومة الشعبية في القدس والضفة الغربية، والتغلب على العقبات الكثيرة التي توضع في طريقها، بما يتناسب مع مستوى الأداء الكفاحي الباسل في قطاع غزة.

وأكد البرغوثي في مقالة له أن نجاح مسيرة العودة في أسبوعها الثالث أثبت مرة أخرى، وبصورة قاطعة صحة خيار المقاومة الشعبية باعتبارها الشكل النضالي الأكثر فاعلية وتأثيرًا، والذي سيقربنا من تحقيق الحرية للشعب الفلسطيني.

وأشار إلى أنه وللأسبوع الثالث بعد مظاهرات يوم الأرض المجيدة، وقع الاحتلال وحكومته مرة أخرى في حالة الحيرة والفشل، فلا القمع الوحشي، ولا إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين العزل أوقف التظاهرات، ولا الحرب النفسية التي أطلقها في وسائل إعلامه وعلى لسان الناطقين باسمه أثرت في عزيمة المتظاهرين.

وأوضح أن الإعلام الإسرائيلي تلقى صدمات متتالية بفضل وسائل الاتصال الاجتماعي، وما تنقله من صور حية لجرائم الاحتلال في قتل الأطفال والمتظاهرين العزل، وخلق ذلك ضغطًا دوليًا ملموسًا على حكام الاحتلال، بعد أن فُضحت جرائمُ الحرب التي يرتكبها قناصوهم ضد المدنيين والأطفال.

وبين أن مسيرات العودة في قطاع غزة اتسمت بثلاث ميزات هامة، وهي حسن التنظيم والانضباط، ووحدة القيادة الوطنية، والاحتفاظ بزمام المبادرة دون أن يُسمح للخصم بانتزاعها.

وأشار إلى مسيرات الضفة الغربية مثلت رغم التفاوت في الحجوم والمشاركة، تأكيدًا على وحدة النضال بين الضفة والقطاع في إطار شكل النضال الموحد.

وأضاف "أمامنا ثلاثة أسابيع وبضعة أيام قبل أن نصل إلى يوم الذكرى السبعين للنكبة في الخامس عشر من أيار المقبل، والذي يتوقع أن يمثل ذروة مسيرة العودة، وذروة هذه المرحلة من تطور المقاومة الشعبية، ومن المهم أن يجري الانتباه في هذه المرحلة الحساسة إلى عدد من المهام المطلوبة".

وأوضح أن هذه المهام تكمن، أولًا في ضرورة قيام كل القوى الفلسطينية السياسية والمدنية بواجبها في توسيع أنشطة المقاومة الشعبية في القدس والضفة، والتغلب على العقبات الكثيرة التي توضع في طريقها، بما يتناسب مع مستوى الأداء الكفاحي الباسل في قطاع غزة.

وثانيًاـ ضرورة الاستمرار في إفشال محاولات الحكومة والجيش الإسرائيلي استفزاز أهالي غزة وقواها بهدف جرها إلى مواجهة مسلحة، وهو استفزاز يرمي إلى إحباط النموذج الشعبي المقاوم الذي ينتصر فيه الشعب الفلسطيني، والاستمرار في الإمساك بزمام المبادرة النضالية في تحديد شكل وطبيعة وإطار النضال الوطني الجاري ببسالة نبيلة منقطعة النظير.

والمهمة الثالثة-بحسب البرغوثي-تتمثل في ضرورة توسيع التأثير الإعلامي على الصعيد الدولي، بالكلمة، والصوت، والصورة وباللغات التي تفهمها شعوب العالم، ليس فقط من أجل أن يفهم العالم مغزى هذا الفعل النضالي الرائع وأهدافه فقط، بل ولكي يُعاد وضع قضية فلسطين في ذهن الاهتمام الشعبي العالمي، باعتبارها قضية نضال وطني تحرري من الطراز الأول.

وتابع البرغوثي أن المهمة الرابعة تكمن في ضرورة ابتكار الوسائل والأساليب لاستمرار المقاومة الشعبية وأنشطتها بعد الخامس عشر من أيار، بحيث يتم البناء على الذروة التي ستتحقق، وبما يضمن إستمرارية الفعل الكفاحي الشعبي.

ولفت إلى أن المقاومة الشعبية لا تقل ثورية أو بطولة عن أي شكل نضالي آخر، بل ويمكن القول بكل ثقة أنها أصعب من أشكال النضال الأخرى، لأنها تتطلب مشاركة جماهيرية واسعة منظمة ومنضبطة، بالمقارنة مع الأشكال الأخرى التي تحصر الفعل النضالي بأعداد ومجموعات محدودة.

 وأكد أن المقاومة الشعبية بالتالي أقوى تأثيرًا من حيث النتائج، وفي الظرف الفلسطيني فإنها تمثل فعلًا هجوميًا مبادرًا وليس دفاعيًا فقط كمعظم الأشكال الأخرى.

وقال إن الشعب الفلسطيني دفع ثمنًا باهظًا من دماء أبنائه حتى اليوم بارتقاء تسعة وثلاثين شهيدًا وإصابة أكثر من خمسة ألاف جريح منذ يوم الأرض وحتى اليوم، بل إن عدد الشهداء وصل إلى خمسة وستين، وتجاوز عدد الجرحى التسعة آلاف منذ بدأت المظاهرات ضد قرار ترمب في الخامس من كانون الأول الماضي.

وأضاف "وهو ثمن باهظ وغال، ويجب أن يدفع حكام إسرائيل من سمعتهم، ومكانتهم، وقوتهم ثمن ارتكابهم لهذه الجرائم الوحشية ضد مدنيين وأطفال عزل، ولكن الوفاء لتضحيات هؤلاء الشهداء والجرحى الأبطال يفرض الاستمرار في طريق المقاومة الشعبية التي ثبت قطعًا أنها طريق شعبنا لتحقيق الحرية".